Table of Contents
رياضة الجري :
“في داخل كلّ منّا عدّاء!”
هذا ما يصدّق عليه العلماء الذين درسوا بنية جسم الإنسان فوجدوا تفاصيله متناسبة مع رياضة الجري. ابتداءً من بناء العضلات و طول الساقين، إلى شكل القدمين، وحتّى الطبيعة الغضروفيّة للأقراص بين فقرات العمود الفقريّ التي تمتصّ الصدمات.
فلا بد من أنّ كلاً منّا قد مارس هذه الرياضة ( رياضة الجري ) ولو خلال طفولته! كما يعتقد بأنّ رياضة الجري أحد أقدم الرياضات التي احترفها الأسلاف من باب التأقلم والتكيّف مع البيئة المحيطة وظروفها وليس فقط لحرق الدهون .
فصيد فريسة لإعداد غداء اليوم يحتاج الجري خلفها لاقتناصها، والهرب من وحش مهول يباغتك في الغابة يحتاج الجري فراراً بروحك.
وعليه يمكن القول بأنّ الجري لطالما كان “فطرة”. وليست البراعة والاهتمام به بالأمر حديث العهد.
اربح معنا 800 دولار يوميا من جوالك
التعريف برياضة الجري والعضلات المشمولة في أدائه:
يعتبر الجري أحد الرياضات الهوائية المنشّطة للجهاز القلبي الوعائيّ (والتي تدعى تمارين الكارديو Cardio Exercise أو الآيروبيك Aerobic) و أحد أهم الأسباب في بناء العضلات. يمكن تقسيمه إلى حركتين أساسيتين يقوم بهما الطرفان السفليان:
أولهما تثبّت القدم على الأرض والأخرى هي المبادلة ما بين الرجلين.
تتمّ ممارسة رياضة الجري بسرعات مختلفة بحسب اللياقة البدنيّة للشخص وهدفه من التمرين. تتراوح هذه السرعات بين البطيئة كما في الهرولة Jogging وحتّى العدو السريع Sprinting.
وعلى الرغم من التأثيرات المفيدة الهامّة للجري على مختلف العضلات في الجسم، إلا أنّ آثاره على الجهاز العضلي الهيكليّ تعتبر الأبرز والأهمّ، وتتركّز بشكل أساسيّ على عضلات الطرف السفلي المعنيّة بالقيام بهذا النوع من التمرين. والتي هي:
بناء العضلات المسؤولة في رياضة الجري :
أنواع رياضة الجري :
إنّ لرياضة الجري ثمانية أنماط تختلف فيما بينها بالسرعة والخصائص. وهي:
رياضة الجري الخفيف:
- جري تعزيز النشاط Recovery Run: تتم ممارسة هذا النمط من الجري بعد فترة طويلة من التمرين الشاقّ أو الجري السريع.
حيث يكون الركض في هذا النمط بطيئاً بهدف استرداد القوة الجسدية والاستعداد للمرحلة التالية من التمرين أو الركض لمسافات طويلة أخرى، دون الخروج بشكل كامل عن حالة النشاط والفعالية الجسدية.
- الجري العادي أو الأساسي Base Run: يتم الركض في هذا النمط من الجري بالسرعة العاديّة للشخص ولمسافة متوسطة الطول. ولا يعتبر هذا النمط ميداناً تنافسياً بسبب ممارسته بشكل متكرّر.
وله فوائد مهمة في زيادة قدرة الشخص على التحمّل من خلال تعزيز تبادل الأوكسجين بين أنسجة الجسم والدم (وهو ما يعرف بالسعة الهوائية Aerobic Capacity).
- الجري الطويل Long Run: يكون الجري الطويل بنفس سرعة الجري الأساسي، إلا أنّه يتم لمسافات طويلة بحيث يحتاج جهداً أكبر وينهك المتمرّن. يحسّن هذا النمط من الجري لياقة الشخص وكفاءة أدائه الرياضيّ وقدرته على التحمّل.
- الجري المتصاعد أو التدريجي Progression Run: وفي هذا النمط يبدأ الشخص بسرعة عاديّة تتزايد بشكل مستمرّ على طول المسافة. وهو نمط تنافسيّ من أنماط الجري، يلجأ إليه العدّاؤون في سباقات الماراثون لأنّه يقلّل الجهد المبذول ممّا يساعدهم على بلوغ هدف النهاية.
اربح معنا 800 دولار يوميا من جوالك
رياضة الجري السريع:
إنّ لرياضة الجري ثمانية أنماط تختلف فيما بينها بالسرعة والخصائص. وهي:
- الجري صعوداً Hill Repeats: ويكون على شكل فترات مكرّرة من الركض السريع على مرتفع أو رابية، يليها فترة هبوط. يفضّل أن يكون المنحدر الذي يجرى عليه هذا النمط من التمرين ذو درجة ميلان ثابتة تقدّر بـ 4-6%.
يعزّز هذا التمرين السعة الهوائيّة، مقاومة التعب، وتحمّل الألم. كما يزيد من القوّة التي يحتاجها المتدرّب لممارسة الجري بشكل خاصّ.
- الجري السريع Tempo Run: وفيه يتمّ الركض بأكبر سرعة ممكنة. بحيث تكون هناك فترة أوليّة للإحماء وفترة للتهدئة في آخر التمرين، تتم فيهما الهرولة بسرعة أصغر.
يهدف الجري السريع إلى زيادة الحد الأقصى للسرعة التي يمكن للمتمرّن المحافظة عليها لأطول فترة ممكنة من الجري و بناء العضلات المشدودة.
- الجري المتفاوت Interval Run: وفيه يتمّ تقسيم مدّة الجري إلى فترات قصيرة من العدو السريع، يتخلّلها فترات من الهرولة البطيئة.
يستطيع المتمرّن أن يقاوم التعب لفترة أطول أثناء ممارسة هذا النوع من الجري.
- الجري المتقطّع Fartlek Run: يجمع هذا النمط بين الأنماط السابقة على اختلاف سرعاتها ومسافاتها. ويفيد في تعزيز مقاومة التعب والإجهاد الناتج عن التمرين و بناء العضلات الكبيرة.
فوائد رياضة الجري للصحّة النفسيّة والبدنيّة:
- تعديل المزاج وعلاج الاكتئاب
- تعزيز صحّة العظام والمفاصل وبشكل خاصّ مفصل الركبة
- زيادة القدرة على التركيز وتحسين نوعيّة النوم
- تعزيز صحّة الجهاز القلبي الوعائي بنسبة 23%
- المحافظة على القدرات الذهنيّة والاستعرافيّة مع التقدّم في السنّ
- يجعل الجري الدماغ أكثر قدرة على مقاومة الضغوط والتوتّر
- حرق السعرات الحراريّة واستعادة اللياقة البدنيّة وبناء العضلات.
- ينقص خطر الوفيات المفاجئة بنسبة 30%
الأذيات والإصابات الناتجة عن ممارسة رياضة الجري :
تصاب نسبة كبيرة من ممارسي رياضة الجري بأشكال مختلفة من الأذيات، منها ما هو حاد Acute أي أنه يحدث بشكل مفاجئ مثل الرضوض الناجمة عن التعثّر والسقوط والالتواءات.
منها ما هو مزمن Chronic يترقّى خلال فترة زمنيّة طويلة من ممارسة رياضة الجري. وأهمّ هذه الأذيّات:
- التهاب وتر أشيل أو أخيل Achilles Tendinitis: والذي يتسبّب بحدوث ألم في الوجه الخلفيّ للساق.
- متلازمة الألم الرضفي الفخذي Patellofemoral Pain Syndrome: تتسبّب بحدوث ألم في مفصل الركبة، لذا يطلق عليها أيضاً اسم “ركبة العدّاء”.
- متلازمة الوتر أو السبيل الحرقفي الظنبوبي Iliotibial Band Syndrome: وتسبّب حدوث الألم على الوجه الجانبيّ للركبة.
التهاب اللفافة الأخمصيّة Plantar Fasciitis: وتتسبّب بحدوث الألم في منطقة الكعب وأخمص القدمين.
الأسئلة الشائعة عن الجري :
في الحقيقة، لو كنت في حالة من قلّة النشاط الفيزيائيّ في الآونة الأخيرة فسيكون من الصعب بعض الشيء احتراف ممارسة الجري بشكل مفاجئ. لذا تنصح هيئة الخدمات الصحية الوطنية في بريطانيا National Health System (NHS) بالبدء بممارسة المشي بانتظام أوّلاً، وذلك لتهيئة كل من العضلات، المفاصل، والأوتار على تحمّل الجهد والتمتّع باللياقة اللازمة لرياضة الجري. (6)
لا شكّ بإمكانيّة تحقيق نفس الهدف بالطريقتين، إلّا أنّ للجري الحرّ خصائص تجعله مفضّلاً على استخدام الجهاز المنزليّ. وأهمّها كونه يتطلّب جهداً إضافياً يبذله المتمرّن لمقاومة الهواء ممّا يؤدّي لفعاليّة أكبر في حرق السعرات الحراريّة وتنشيط الجهاز القلبيّ الوعائي بشكل أكبر. ويوصى عموماً بألا يتجاوز الاعتماد الكلّي على الجهاز المنزلي نسبة 40%. (7)
يعتمد تحديد رقم دقيق لمعدل السعرات الحراريّة المحروقة خلال ممارسة الجري على عوامل عدّة تختلف بين شخص وآخر. كالجنس، العمر، الوزن، بنية الجسم وكذلك بالطبع شدّة التمرين ومدّته. وقد يكون من المفيد لتحديد الرقم التقريبيّ اللجوء إلى التطبيقات والمواقع التي تستخدم بياناتنا الشخصيّة المدخلة لحساب معدّل الحرق.
يعتبر الألم الناجم عن الجري من المشاكل الشائعة في البدايات. ويفسّر بكونه ظاهرة تأقلميّة للألياف العضليّة مع الجهد الإضافي المبذول. ولا مشكلة في هذه الحالة من الاستمرار بالتمرين لأنّ العضلات ستزداد قوّة مع الوقت. أمّا في حال كان الألم ناجماً عن أذيّة رضّيّة أو سقوط فعندها تجب الراحة وطلب الاستشارة الأخصّائية للاطمئنان أوّلاً.
في الواقع، على الرغم من أنّ الجري يساهم في شدّ العضلات وتقويتها مع الوقت، إلا أنّه أبطأ أنواع الرياضات التي تؤدّي لاكتساب الكتلة العضليّة وتحقيق كمال الأجسام. ويعتبر الجري الصاعد والعدو السريع أكثر الأنماط التي تساعد في تحقيق هذا الهدف. (8)
اربح معنا 800 دولار يوميا من جوالك
المصادر :
- https://en.wikipedia.org/wiki/Running
- https://www.runnersblueprint.com/the-most-important-muscles-used-when-running/
- https://www.runverity.com/different-types-of-runs
- https://www.businessinsider.de/international/health-benefits-of-running-2018-4/?r=US&IR=T
- https://en.wikipedia.org/wiki/Running_injuries
- https://www.nhs.uk/live-well/exercise/running-tips-for-beginners/
- https://www.verywellfit.com/treadmill-vs-outside-running-which-is-best-3120796
- https://www.runnersworld.com/uk/training/beginners/a774906/googles-top-20-running-questions-answered/